الأحد

عطر الدهشة !

  في أول الربيع كانت لدي موهبة .. كنت أمد يدي إلى قلبي واسكبه كما لو كان آخر قنينة من عطور الدهشة والأغاني والشجن فتستحيل قصائدي عقود ياسمين

وتطل من خلف ستائري ليلة شتائية تقضم رغيف الدفء من أناملي.. لكنني أحبها لأنها تمنحني صحبة أطول مع القمر صديقي الذي علمني أن البياض لا يموت مهما استبد به الظلام وضاع في دهاليز الخوف والأسئلة ويكبر السؤال وأسأل القمر : ما بال أجمل الأحلام ينتهي برفقه السهر معلقاً كصورة يأكلها الملل!!

ولم يجبني صديقي البعيد لأنه مثلي أحلامه منثورة لآخر المدى تغريه بالبقاء لأجل حين تذكر النجوم يذكر القمر.

يا موسمي الوحيد ووجهتي منذ يوم مولدي تركتني دون وطن تحملني سفينة الأمل من غربة لغربة بين وجوه تدعي صداقتي وأسوار من العيون المطفأة .. يا ملهم القلب مواهبه ومسقي الروح عذوبة المطر حين اختارتك الرمال لتغسل كآبة الموت من احشائها وتزرع فيها ألف زهرة من عطرك الندي أيقنت كم كانت تقدر موهبة الشعر فهي تغني ما تمنيت كتابته وتستمد منك لون الشمس وقيمة الذهب!

وأنا هنا يثقلني وهمي القديم بأني كنت شاعرة

فهل تذكرت حروفي ورأيت روحك مرسومة في دفتري؟! كم تمنيت أن اسألك هل اتقنت ذلك أم كان شعري لا يشبهك.؟! 


الشعر أنا ..

 . لم يكن لي يوماً صديق أو متنفس كالكتابة الشعر فقط هو حريتي التي ولدت معي وكنت به أتنفس  وأبكي وأضحك وأحلق وأحزن وابتهج ! .