الأحد

صورة تؤرخ مولدي!




   صورة تؤرخ مولدي .. تجتاحني بأسراب من الوجد والولـه.. حتى أتوه بين ما أرى ومـا أحس به 

إن بروازها يغيظني، فقد أستأثر بك وضمك بزهو.. إنها صـورة لك أخرجت للتو من كوة الزمن.. 

ما زال هنـاك ما يغريني به العمـر ويعلقه لي على شجرتي الحزينة.. ومازال هناك ما يمكنني قطفه من لحظاتك التي لم أنعم بواحدة منها. 

صـورة لك كنت فيها كما رأيتك أول مرة إنها تؤرخ لمولدي.. الليلة التي عرفت فيها أنني أمتلك عينين جميلتين، وأن أناملي تتحول 

وبمجرد ملامستها لرمل كفيك لباقة من الأقحوان. 

كل مـا أحب يتلاشى مثل رائحة المطـر.. إلا تلك الليلة، فأنا أقتات بتفاصيلها حتى أصلك. أسـأل قلبي  ترى لو لم يهتد إليك ماذا تراه كان سيفعل؟  ويجيبني أنه موعود بك قبل مولده مما يجعله يؤمن بلقائك ولو بعد حين. 

عينـاك غيمتان تنسكبان على باقـة أناملي وترويها لتظل زاهية حتى تغرس في رمال تليق بها،

 ربما لتكون اكثر جمالا أو تكون مهداً لحب آخر. ولأن عمرنـا أقـصـر مـن أن يمتد خـارج الصور فقد عمدت إلى صنع بيت صغير 

وضعت فيه حفنة من بدور الخزامـى..

 وزينته بصورتك وصورتي وحرفي وحرفك وقلبينـا وكانت روحي وروحك ترفرفان حوله وكأنهمـا تحرسانه.. وفي كل ليلة أتناول بيتنا

 من تحت وسادتي وأتأمل كيـف قدر على ما لم تقدر عليه الدنيا وجمعنا نحن الاثنين حتى لو صورتين في قفص. 

الشعر أنا ..

 . لم يكن لي يوماً صديق أو متنفس كالكتابة الشعر فقط هو حريتي التي ولدت معي وكنت به أتنفس  وأبكي وأضحك وأحلق وأحزن وابتهج ! .